الأحد، 5 نوفمبر 2017

هل لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة ربه ثم ينيب إلى ربه ليهدي قلبه فهل سوف يتقبل الله توبته؟

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
  هل لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة ربه ثم ينيب إلى ربه ليهدي قلبه 
فهل سوف يتقبل الله توبته؟ 
 بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المُسلمين
أحبتي في الله بالنسبة لإجابة السؤال:
 هل لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة ربه ثم ينيب إلى ربه ليهدي قلبه فهل سوف يتقبل الله توبته؟ 
 ومن ثم نقول لكم: 
 فهل إبليس عبد من عبيد الله؟ وإذا كان الجواب بنعم أنه عبد من عبيد الله
 ومن ثم نقول: 
 ألم يعلن الله لكافة عبيده الذين أسرفوا على أنفسهم في محكم الكتاب أنهم لا يستيئسوا من رحمة الله ومن ثم يستمروا في ذنوبهم بحجة أن الله لن يغفر لهم لكثرة وعظمة جرائمهم ثم يستيئسوا من رحمة الله وحتى لا تكون لهم حجة بين يدي ربهم ولذلك أعلن الله لكافة عبيده الذين أسرفوا على أنفسهم أنهم إذا تابوا إلى ربهم فسوف يغفر الله ذنوبهم جميعاً مهما كانت ومهما تكون .
تصديقاً لقول الله تعالى:
{۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}
صدق الله العظيم, [سورة الزمر]
ونعم إن الهدى هدى الله ولكن ماهي حُجة الله على الذين لم يهديهم الله إلى الحق؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب:
 انهم لم ينيبوا إلى ربهم ليهدي قلوبهم كون شرط الهدى إنابة العبد إلى ربه ليهدي قلبه ولذلك قال الله تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) }
صدق الله العظيم, [الزمر:54]
ونعم أن الله يجتبي إليه من يشاء ولكنه وعداً عليه حقاً ليهدي إليه من ينيب وقال الله تعالى:
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ}
صدق الله العظيم, [الشورى: 13]
وحتى يهدي الله قلوبهم إلى الحق فتلزمهم الإنابة إلى ربهم ليهدي قلوبهم ولذلك قال الله تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) }
صدق الله العظيم, [الزمر:54]
وأما بالنسبة لمن يحاجنا أن إبليس لو تاب لما تقبل الله توبته بسبب أن الله أجاز عليه لعنتة ولعنة ملائكته والناس أجمعين, ومن ثم تجدوا الجواب في محكم الكتاب:
 أن الله لم يفتي لعباده الذين حلت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين أن يستيئسوا من رحمة الله سبحانه فلا ييأس من رحمة الله ومن ييأس من رحمة الله فقد اضاف على نفسه ظلم هو أعظم من كافة ذنوبه مهما تكون كون اليأس من رحمة الله كفراً بعظيم صفة رحمة الله أرحم الراحمين ولذلك قال الله تعالى:
{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
صدق الله العظيم, [يوسف :87]
بل تجدوا الفتوى من الرب في محكم الكتاب إلى الذين حلت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين أن لا يستيئسوا من رحمة الله فمن تاب وأناب فسوف يجد له رباً وسعت رحمته كل شيء تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (89)}
صدق الله العظيم [سورة آل عمران ]
ولكن للأسف إني أجد الشيطان في علم الغيب في الكتاب أنه سوف يستمر في اليأس من رحمة ربه إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين وقال الله تعالى:
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}
صدق الله العظيم [سورة إبراهيم]
وما يهمنا هو هداية الضالين كوني أجد الله مُتحسر على الضالين وليس على المغضوب عليهم فهناك فرق عظيم بين عبيد الله الضالين والمغضوب عليهم كون عبيد الله الضالين لا يعلمون أنهم على ضلال مبين بل ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم مهتدون وأما المغضوب عليهم فقال الله تعالى عنهم:
{وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ}
صدق الله العظيم[الأعراف :146]
إذاً الكافرين نوعين إثنين وهم الضالين والنوع الآخر المغضوب عليهم 
فمن هم المغضوب عليهم؟ 
وهم الذين يعلمون أن الله هو الحق فيصدون عن صراطه المستقيم كونهم للحق كارهون ثم يحاربون الله وأولياءه كونهم للحق كارهون ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم كونهم يحاربون الله وأولياءه كونهم على نهج إبليس ألد الخصام لرب العالمين الذي قال:
{ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) }
صدق الله العظيم[سورة الأعراف ]
وقال:
{لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)}
صدق الله العظيم[سورة الحجر]
وقال الله تعالى:
{قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) }
صدق الله العظيم[سورة الحجر]
أولئك من أشدُ العبيد على الرحمن عتياً وأولى بنار جهنم صلياً أولئك هم شياطين الجن والإنس تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا (70)}
صدق الله العظيم[سورة مريم]
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
مفتي العبيد خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑