الأحد، 20 أكتوبر 2013

بيان عدد الأنبياء والرُسل الذين ورد ذكرهم في القرآن..

[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان] 
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 10 - 1428 هـ
18 - 10 - 2007 مـ
11:28 مساءً

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ 
 بيان عدد الأنبياء والرُسل الذين ورد ذكرهم في القرآن..
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين 
وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..
يا معشر عُلماء الأمّة، 
 لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة 
والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
 وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكَوَّن منها القرآن العظيم
 ثمانية وعشرين نبياً ورسولاً وهم:
1- نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿33﴾
 ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ}
صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].
2 - نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام.
3 - نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام.
4 - نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام.
5 - نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام.
6 - نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام.
7 - نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام.
8 - نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام.
9 - نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
10 - نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام.
11 - نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام.
12 - نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام.
13 - نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام.
14 - نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام.
15 - نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام.
16 - نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
17 - نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام.
18 - نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام.
19 - نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام.
20 - نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام.
21 - نبيّ الله ذي القرنين عليه الصلاة والسلام.
22 - نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام.
23 - نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام.
24 - نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام.
25 - نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام.
26 - نبيّ الله يحيا عليه الصلاة والسلام.
27- نبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام.
28 - خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين محمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم 
ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكّون منها جميعاً هذا القرآن العظيم، ويتكَوَّن القرآن العظيم من ثمانية وعشرين حرفاً وذلك لأنه قرآن عربيّ مبين، واللغة العربية تتكون من ثمانية وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المبين.
وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف بل قَسَمٌ لحرفٍ ينتمي لاسم نبيّ أو رسول، ولذلك يرمز له الله في القَسَمِ بأحد حروف اسم النبيّ المُقْسَم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم بل بأحد حروف الاسم الأول ولكنّه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأبّ بل أحد حروف الاسم الأول للنبيّ المُقسم به.
على سبيل المثال:
{كهيعص ﴿1﴾} [مريم]:
فأما الحرف
( ك ) فنجده رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا.
وأما
( ه ) فنجده رمزاً لنبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
وأما الحرف
( ي ) فنجده رمزاً لاسم يحيى.
وأما
( ع ) فرمزاً لاسم عيسى ابن مريم.
وأما الحرف
( ص ) فرمز الصدِّيقة مريم، ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصِّفة. وقال الله تعالى:
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}
صدق الله العظيم [المائدة]
وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثم علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالو لزكريا إن الله يُبشرك بغلام اسمه يحيى. وكذلك قولهم لمريم:
{يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:45]
وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين:
1) الم ــ البقرة
2) الم ــ آل عمران
3) المص ــ الأعراف
4) الرــ يونس
5) الر ــ هود
6) الرــ يوسف
7) الر ــ الرعد
8) الر ــ إبراهيم
9) المر ــ الحجر
10) كهيعص ــ مريم
11) طه ــ طه
12) طسم ــ الشعراء
13) طس ــ النّمل
14) طسم ــ القصص
15) الم ــ العنكبوت
16) الم ــ الروم
17) الم ــ لقمان
18) الم ــ السجدة
19) يس ــ يس
20) ص ــ ص
21) حم ــ غافر
22) حم ــ فصلت
23) حم عسق ــ الشورى
24) حم ــ الزخرف
25) حم ــ الدخان
26) حم ــ الجاثية
27) حم ــ الأحقاف
28) ق ــ ق
29) ن ــ ن
فأما الثمانية والعشرون سورة فتخصّ أحرفها جميع الأنبياء والمرسلين والذين ذكرهم القرآن بالاسم بلفظ القرآن العظيم، وجميعهم أعطاهم الله علماً من الكتاب، ولا أظنكم يا معشر المُسلمين تنتظرون نبياً ولا رسولاً فقد علمتم بثمانية وعشرين نبياً ورسولاً قد مضوا وكان خاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكنها بقيت سورةٌ واحدةٌ ولا غير بل هي آخر سورة وضعت في القرآن من اللاتي يحملن الأحرف السرية أوّلهم(الم ) في سورة البقرة وآخرهم (ن)، ويا معشر المُسلمين ما ظنكم بهذا الحرف الزائد على الثمانية والعشرين نبياً ورسولاً والذي ذكر الله أسماءهم بنصّ القرآن الصريح؟ ومنهم من يوجد له اسمان مذكوران في القرآن، 
فعلى سبيل المثال:
  محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكذلك أحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك رسول الله إلياس - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ثم تجدون له اسماً آخر في القرآن وهو ذو الكفل، ولماذا يُسمى ذي الكُفل؟ وذلك لأنه تكفّل بتربية أخويه إدريس واليسع بعد أن صارا يتيمي الأبوين، وكذلك هما أبوا إلياس وأولئك هم الأسباط الثلاثة المذكورين في القرآن ولم يكونوا هوداً أو نصارى، والله يعلم وأنتم
 لا تعلمون ولا علم لي إلا ما علّمني ربّي بوحي التفهيم وليس بالتكليم، وإذا لم يكن لوحي التفهيم سلطاناً بيّن في القرآن العظيم فأحذركم من ذلك فليس وحيٌّ من الرحمن بل وسوسة شيطان رجيم الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى:
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿
169﴾}
صدق الله العظيم [البقرة]
ولأنه من أمر الشيطان الرجيم قول العالم بما لا يعلم علم اليقين من أجل ذلك حُرم على المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى:

 {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
صدق الله العظيم[الأعراف :33] 
 فكيف تؤولون القرآن بالظنّ يا معشر المُسلمين وأنتم تعلمون بأن الظن لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وأن قول المُفتي بما لا يعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، فهل تزعمون بأن الاجتهاد هو أن تقول على الله ما لا تعلم؟
فتعالوا لأعلمكم ما هو الاجتهاد؟ وهو أن تتمنى اتباع الحقّ ثم تكون باحثاً عن الحقّيقة، وهنا يأتي علم الله وهُداه. تصديقاً لقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
صدق الله العظيم [العنكبوت:69]
فهل تعلمون بأن جميع الأنبياء والمُرسلين جميعهم كانوا باحثين عن الحقّيقة الحقّ فهداهم الله إليه فاصطفاهم وعلمهم؟ فانظروا إلى خليل الله إبراهيم بحث عن الحقّيقة بعد عدم اقتناعه بعبادة الأصنام، فنظر إلى ملكوت السماء بنظرة الـتأمل فاختار كوكباً وقال: هذا ربّي فهو اسمى وأرفع من هذه الأصنام التي يصنعها البشر بأيديهم، فلما أفل قال لا أحب الأفلين، ومن ثم رأى القمر بازغاً قال: هذا ربي، ومن ثم تراجع لأنه لم يقتنع في ذاته، ومن ثم رأى الشمس بنظرة التأمل وهو يراها يومياً وإنما بنظرة التدبر والتأمل فقال: 
 هذا ربّي هذا أكبر ومن ثم لم يقتنع وصارعنده ألمٌ نفسيّ يريد أن يعبد الحقّ وقال:
 إني سقيم. أي متألم نفسياً لأنه يخاف أن يعبد شيئاً لا يستحق العبادة وهو باطل. وقال الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿75﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا ربّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا ربّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي ربّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا ربّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾}

صدق الله العظيم [الأنعام]
وهنا قرر إبراهيم بأن لا يسجد للشمس ولا للقمر بل يسجد لله الذي خلقهم وهو على ذلك من الشاهدين، ومن ثم اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وجعله نبياًّ ورسولاً ولكن بعد أن تحقق أمنية إبراهيم في وصوله إلى الحقّيقة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}[البقرة:260]
ومن ثم حكّم الله آياته لإبراهيم فضرب له مثلاً لقدرته وأمره أن يذبح أربعة من الطيور فيجعل على كُل جبلٍ منهن جزءاً، وأمر الله إبراهيم أن يُناديهن فإذا هنّ يأتينه سعياً بإذن الله، ويبدو بأنها من الطيور التي لا تطير كأمثال الدجاج وغيرها من الطيور التي يستطيع الإنسان الإمساك بها لأنها تدأب على الأرض ولا تطير بالسماء لذلك قال يأتينك سعياً.وكذلك نجد رسول الله موسى بعد أن كان مجتهداً باحثاً عن الحقّيقة في أحد المذاهب التابعة للبينات التي أنزلها الله على يوسف وكان ينتمي لأحد المذاهب فلما استنجد بموسى واحد من أحد عُلماء مذهبه وكان يتعارك مع عالم آخر في طائفة أخرى فقتله فوكزه موسى بعصاه فقتله، ومن ثم في اليوم الآخر وإذا بالرجل الذي استصرخه يستنجد به على عالم آخر ولكن هذا العالم وعظ موسى وقال له قولاً بليغاً:
{أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿19﴾}
صدق الله العظيم [القصص]
وهنا استيقظ موسى من غفلته وقال:

 تالله إنك لغوي مبين، وعلم أن المقتول ينتمي لآل فرعون وقد يقتلونه وخرج إلى ربّه مهاجراً ليهديه وقال:
{فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي ربّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿21﴾}
[الشعراء]
فانظروا إلى موسى بعد أن تحققت أمنيته وهداه الله إلى سبيل الحقّ فجعله نبيّاً ورسولاً ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته شكاً وذلك عندما ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم وخُيل إلى موسى والنّاس الحاضرين بأنها ثعابين تسعى، فأوجس في نفسه خيفة موسى، ومن ثم أوحى الله إليه بوحي التفهيم واليقين بما أوتي وإنما جاؤوا بالباطل، ومن ثم قال:
{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿81﴾}
صدق الله العظيم [يونس]
ومن ثم ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهنا حكم الله لموسى آياته وبين له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان في أمنيته الشك.
وكذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان باحثاً عن الحقّيقة، لذلك كان يخلو بنفسه في الغار في الجبل ويتدبر ويتفكر في خلق السموات والأرض ولم يكن مقتنعاً بعبادة الأوثان ولا يدري هل يتبع قومه أو النّصارى أو اليهود وأي الأديان حقّ ليتبعه، لذلك قال الله تعالى:

 {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿7﴾}[الضحى]
والضال هو الذي لا يعرف أي الطُرق تؤدي به إلى برّ الأمان ومن ثم هداه الله إليه واصطفاه واستخلصه لنفسه وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، ولكنه حين قال له قومه: بل اعتراك أحد آلهتنا بسوء أي مسّه شيطان وأنه هو الذي يكلمه بهذا الكلام وليس ملاك، ومن ثم رد الله عليهم:
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿210﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿211﴾}
صدق الله العظيم [الشعراء]
ولكن محمد رسول الله كاد أن يدخل في عقله ما يقوله قومه، بل شك في قلبه وأوجس في نفسه خيفة بأنه قد يكون ما يقوله قومه حقّ، ومن ثم جاء قوله تعالى:
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿94﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿95﴾ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿96﴾ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿97﴾}
صدق الله العظيم [يونس]
ولكن الله لم يُلجِئ نبيه ليسأل اليهود أو النّصارى هل ما أُنزل عليه حقّ من عند الله بل حكم الله آياته لنبيّه بدعوةٍ من الثرى إلى سدرة المُنتهى ورأى من آيات ربّه الكُبرى فأصبح من الموقنين.
إذاً يا معشر المُسلمين، إن جميع الأنبياء كانوا مجتهدين باحثين عن الحقّيقة مُتمنين اتّباعها حتى إذا تحققت أمنيتهم ألقى الشيطان في أنفسهم الشك في أمرهم، ومن ثم يحكم الله آياته لهم فيوضحها لهم ليكونوا من الموقنين، ولقد شكّ جميع الأنبياء والرُسل في أمرهم ثم يحكم الله لهم آياته فيوضحها لهم حتى تطمئن قلوبهم أنّهم على الحقّ.وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿52﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿53﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿54﴾}
صدق الله العظيم [الحج]
إذاً يا معشر المُسلمين هذا هو الاجتهاد أن تكون باحثاً عن الحقّيقة حتى تجدها بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ ومن ثم تدعو النّاس على علمٍ وبصيرة، ولكني يا معشر عُلماء الأمّة أراكم تفتون النّاس بتأويل القرآن وأنتم لا تزالون مجتهدين وتقولون لكل مُجتهدٍ نصيبٌ فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فلهُ أجران، وذلك من الروايات اليهوديّة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وليس الحديث الحقّ أن تفتي ثم تقول:
 والله أعلم قد يكون هذا صح وقد يكون خطأ فأنا مُجتهد!! بل الحديث :
[ من قال لا أعلم فقد أفتى ]
بمعنى أنه حصل على أجر المُفتي إذا كان يهمه الأجر، أما إذا كان يريد أن يقول النّاس له أنه عالم لا يُسأل عن مسألة إلا وأفتى بها، فهنا سوف يكون أول من يُلقى في النّار من المُسلمين واحتمل وزره ووزر الذين أضلهم بغير علم ولا بصيرة.
وها أنا ذا اليماني المُنتظر والذي هو نفسه المهدي المُنتظر أُعلن التحدي من موقع البشرى وأشهد جميع الصالحين من عالم من نارٍ أو عالم من نورٍ أو عالم من صلصالٍ كالفخار وكُل ما يدأب أو يطير من البعوضة وما فوقها بأني أتحدى جميع عُلماء الديانات السماويّة من اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلاميّة تحديّاً عظيماً وليس تحدي الغرور بل الثقة من التأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم الذي يشمل جميع الرسالات السماويّة التي أنزلها الله على جميع الأنبياء المُرسلين. تصديقاً لقوله تعالى:
{هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي}
صدق الله العظيم [الأنبياء:24]
فإن غلبتموني يا معشر علماء الأمّة بعلمٍ وسلطانٍ فقد كفيتم النّاس شري حتى لا أضلّهم عن الحقّ، وإن غلبتكم بالعلم والسلطان بالتأويل الحقّ من القرآن فقد كفيت المسلمين شرَّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بظن الاجتهاد أو القياس، وحُرِّم ذلك على عُلماء المُسلمين تأويل كلام الله بظنّ الاجتهاد والقياس الذي ما أنزل الله به من سلطان إلا في حالةٍ واحدةٍ إذا أردت أن تعرف المعنى اللغوي لكلمة في القرآن فتنظر إليها في موضع آخر واضحة وبينة ومن ثم تعلم المعنى اللغوي لهذه الكلمة كقوله:
{أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَدًا ﴿6﴾}[البلد]
وحتى تعرف معناها اللغوي تعود لقوله تعالى:
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}
[الجن:19]
فهنا تفهم بأن معنى لبداً أي جميعاً، وذلك لأن المشركين كادوا أن ينقضوا على محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حين قام يدعو ربّه عند المشعر الحرام فكادوا أن يكونوا عليه لبداً أي جميعاً، إذا المعنى لقوله : {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش قريش ضد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. لذلك قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}
صدق الله العظيم [الأنفال:36]
ويُسمح بالقياس للفهم اللغوي وليس الحُكم في مسألة ما فهذا موضوع وذلك موضوع آخر، فكيف تستنبط منه حُكما وكُل آية في موضوع آخر؟ فهذا غير صحيح ألا تروني أستنبط لكم آيات قرآنية في نفس وقلب الموضوع فأفسر القرآن بالقرآن فلا أنطق بحرف من رأسي بل بالتأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم يدركه أولو الألباب الذين لم يكونوا إمّعات إن أحسنوا النّاس أحسنوا بعدهم وإن أساء النّاس أساؤوا بعدهم، بل سيدركه أهل اللبّ والفكر والعقل والمنطق لا يقتنعون إلا بما اقتنعت به عقولهم وليس بما اقتنعت به عقول النّاس، بل يستمعون القول بتدبرٍ وتمعنٍ وتفكرٍ ومن ثم يتخذون القرار الحقّ بالعقل والمنطق فيتّبعون أحسنة.فما بالكم يا معشر عُلماء الأمّة تقولون بأن معنى قوله:
{يَا أُخْتَ هَارُونَ}  [مريم:28]، 
بأنه يقصد هارون أخو موسى؟ فأين مريم من موسى وبينهما مئات السنين حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ جعلتم لهم عليكم سلطاناً،
فانظروا إلى ما يقولون: 
 كيف يخطأ القرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهما مئات السنين؟ ومن ثمّ نردّ عليهم ونثبت بأنهُ نبيّ وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ وكفلها زكريا بن يعقوب أخو عمران بن يعقوب، فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون اسماً في القرآن إلا وزعمتم أنه يقصد به اسم نبيه هارون وبين ذلك الاسم و مريم مئات السنين إن لم تكن آلاف؟ وكذلك ظنّكم في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
 وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}
[النّساء:163]
فكيف تظنون بأنهُ يقصد هارون أخو موسى فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأن رسالتهم واحدة فقد أنزلت على موسى. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:48]
وهنا تعلمون بأنه يقصد هارون أخو موسى، وأما في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}
صدق الله العظيم [النّساء:163]
فإنه يقصد هارون بن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدسة لم يكن على هارون غبار وأنه نبيّ كريم 

ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر:
 {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿28﴾} 
[مريم]،
 فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوة هارون حتى في الأحرف السرية في أوائل سورة مريم:{كهيعص ﴿1﴾}، 
ولا تزال لدينا أدلة وبراهين على إثبات نبوة هارون بن عمران بن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتاب منير،
 بل العجيب كُل العجب بأن بعض العُلماء يقول:
 "موسى بن عمران" ظناً منهُ حين قال يا أخت هارون وبما أن هارون أخو موسى إذا موسى بن عمران، وهم من الذين يُجادلون بما لا يعلمون.وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوة عزير، وكذلك عُزير حدث له ما حدث لجميع الأنبياء وهو أن الشيطان ألقى في أمنيته شك حين مرَّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء في قوله تعالى:
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَعَامٍ فَانظُرْإِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْإِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْإِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ اعلم أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259]
وهنا بيّن الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطان في أمنيته شك، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرسل ومن ثم بعث الله إليه جبريل ليسأله كم لبثت؟ ومن ثم علّمه كم لبث وبين له قُدرة الله، إذاً عُزير كان نبياً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود وهم يعلمون بأنه ليس ولد الله بل يريد أن يعاندوهم النّصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّا يؤفكون.
ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوة الثمانية والعشرين، فهل من مُمترٍ مجادلٍ؟ فليتفضل للحوار مشكوراً.
أخو المُسلمين في الله المهدي المنتظر الإمام
( ن ) ناصر محمد اليماني.
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑